عبدالله أبو ضيف (القاهرة)

«كذب يضر صاحبه»، هكذا وصف محللون إجراءات تنظيم الحمدين إزاء القطريين، ومحاولة التضييق عليهم، ومنعهم من أداء فريضة الحج والعمرة، خاصةً مع قرار الحكومة غلق موقع الحج الخاص بالمملكة العربية السعودية والذي يهدف للتسهيل على الحجيج من مختلف أنحاء العالم، وتسجيل البيانات لوصولها بشكل أسرع، وقبول دخول أراضي المملكة العربية السعودية لأداء الركن الأكبر من الفرائض الإسلامية، فريضة الحج.

دان المحلل السعودي، خالد المجرشي، قرار السلطات القطرية بغلق موقع الحج والذي يأتي للعام الثالث على التوالي، في الوقت الذي تستغل فيه قطر الأمر نفسه كل عام، لتتهم فيه السعودية بأنها تصعب من إجراءات عملية الحج ودخول الحجاج القطريين إلى أراضيها لأسباب سياسية، مشيراً إلى أن السعودية دحضت كل هذه الأكاذيب، بفتح موقع بديل للحجاج القطريين للتسهيل عليهم، بعد قرار الحكومة التعسفي.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد قررا على الفور تخصيص رابط جديد للحجاج القطريين، بعد قيام السلطات القطرية بحجب الرابط السابق.
وأضاف المجرشي، أنه لا يمكن السكوت أكثر من ذلك على قرارات الحكومة القطرية إزاء فترة الحج والتي على الرغم من أن أكاذيبهم يمكن استخدامها في الكسب السياسي، فإن الأمر نفسه يفيد بضرر مباشر على الشعب القطري والذي يرفض قرارات حكومته المدارة من قبل تنظيم الحمدين، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية لا تزال تضرب المثل في التعامل مع الأزمة التي تثيرها قطر في كل مرة في مواسم الحج والعمرة.
وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إنه تنفيذاً «لتوجيهات الملك سلمان وولي عهده، خصصت الوزارة رابطاً جديداً للحجاج القطريين»، مع تأكيد مواصلة المملكة في تهيئة السبل كافة لتسهيل قدوم الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وإن محاولات النظام القطري المستمرة لتسييس الحج، ووضع العراقيل أمام حجاج دولة قطر، لن تثني المملكة عن تقديم التسهيلات كافة لقدومهم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، داعيةً السلطات القطرية إلى عدم حجب الرابط الجديد، وتسهيل حج مواطنيها القطريين الأشقاء.
من جهته، أكد حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن الإجراءات القطرية تمثل مخالفة حقوقية وقانونية إزاء الشعب القطري، قبل المخالفة السياسية مع المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي تعاقب فيه قطر شعبها، خاصةً مع تقديم السعودية كافة ما يمكن تقديمه، سواء للحجاج القطريين، أو لمختلف حجاج العالم، كافة التسهيلات الممكنة لأطول فترة إقامة غير ثابتة في مكان واحد داخل مكان.
وأضاف أبو سعدة، أن الحجاج يتنقلون من مختلف المدن السعودية بدايةً من مكة المكرمة، إلا أن ذلك يتم عبر إجراءات واستعدادات كبيرة تقوم بها المملكة العربية السعودية، تؤدي إلى نجاح موسم الحج بشكل يدحض أكاذيب أي دولة من محور الشر، سواء كانت قطر أو غيرها، خاصةً مع عملهم كل موسم على إفشال وإثارة القلاقل، إلا أن ذلك يفشل فشلاً ذريعاً، وينجح المسؤولون في السعودية في تقديم موسم أفضل من سابقه.
من جهته، أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن قطر تتعمد إثارة القلاقل مع دول التحالف العربي، مستغلةً الأحداث المهمة كافة التي تمر بها الدول نفسها، فتثير الشائعات عن طريقة التعامل مع الجمهور خلال كأس الأمم الأفريقية في مصر، وتنشر فيديوهات غير حقيقية، بينما تدفع الأموال لتشويه جهود دولة الإمارات لإحلال الاستقرار في المنطقة، ويبقى موسم الحج الحدث الأكبر في العالم على المستوى الديني لتحاول تخريبه بالطرق كافة، على الرغم من فشلها السنوي في إحداث أزمة حقيقية.
وأضاف بيومي، أن قطر وحكومتها ستستمر في لم أذيال الهزيمة، في كافة المعارك مع دول التحالف العربي، ولن تستطيع هدم الاستقرار في هذه الدول طالما استمرت مستقرة ومترابطة فيما بينها، وهو ما يحدث من الدول العربية التي تؤكد في كل مرة أن موسم الحج يسير بشكل جيد، ولا توجد فيه أي أزمة للحجاج.